من جديد، ثبت أن نظام مصر الكروي علي مختلف الاصعدة مازال يحتاج لعمل لائحي حيقي ينظمه ويقر العدالة بين أركانه ويبتعد به عن مناطق المصالح والمنافع والعشوائيات.
جاءت قضية الايفواري زيكاجوري لاعب نادي إنبي والتي انفردنا في »الأخبار« بنشرها أمس الاول، لتكشف عورات الكرة المصرية، في أكثر من اتجاه، خصوصا بعد قرار لجنة الطوارئ باتحاد الكرة الذي عاقب وكيل اللاعب كاشفا عن أكبر وأفدح مناطق الخطورة التي يعشش فيها فساد النظام الكروي وهي المنطقة التي باتت في أمس الحاجة للمداهمة والقبض في جحورها علي كثير من أفراد العصابة.
زيكا جوري كان بمثابة قضية الشيطان الأخرس هذا الساكت عن الحق وغيرالمطالب باقرار العدل والعدالة بين كل افراد الاسرة الكروية وفقا للوائح والقوانين.
بتروجيت الطرف الثاني للمباراة الازمة التي اشرك فيها إنبي لاعبه الجديد الايفواري زيكاجوري عن غير ذي حق، مثلما اقر هذا اتحاد الكرة، اصبح له حق لابد أن يحصل عليه في هذه المباراة التي جمعت الفريقين البتروليين في نصف نهائي كأس مصر.
لا يعتد قانونا بأن بتروجيت لم يتظلم أو يتقدم بأي شكوي أو احتجاج حتي يكون اتحاد الكرة مطالبا باعطاء كل ذي حق حقه واقرار العدالة بين أطرافه كلها. كما أن لاعبي بتروجيت الذين يشعرون باحباط ونوع من الاجحاف الذي وقع بحقهم لا لشيء إلا لأن ناديهم يمثل أحد افراد الأسرة البترولية الكروية وأن الطرف الثاني في الازمة هو إنبي المصنف الابن الأكبر لاسرة البترول الكروية وأوضح ان الابن »البكري« له من الحقوق الافتراضية ما يفوق اخوته حتي وان كان بينهم من هو أحق قانونا وعدلا!
زيكاجوري قضية »الشيطان الأخرس« الذي سكت طويلا ولا يزال ساكتا عن مصائب وكلاء اللاعبين الذين يلغ بعضهم في أوضاع الكرة المصرية المتخبطة.
وكيل اللاعب، كفكرة اقرها الاتحاد الدولي لعلاج اوجه القصور الفكري والثقافي ومن ثم القانوني لأي لاعب الكرة افتراضا، فليس مطلوب من اللاعب -أي لاعب- أن يكون ملما بكل قواعد وقوانين الاحتراف والقيد والانتقالات، كما أنه يحتاج الي وقت كاف للتدريب واللعب بعيدا عن الانشغال بمفاوضات الانتقال أو تحديد سعره وتقرير حقوق وجميع ما يلزمه كلاعب محترف.
من هنا جاءت فكرة وكيل اللاعب لينوب عن اللاعب في كل ما يخصه كمحترف، وحفظ قانون الفيفا لهذا الوكيل حقوقه المالية طرف اللاعب الذي يوكله كتابة، ويتفاوض باسمه ويحدد له حقوقه وينصحه في كل ما يخصه كلاعب محترف.
وكيل اللاعب يخضع لامتحان باتحاد الكرة التابع له في قانون ولوائح وقواعد الاحتراف وأيضا في اللغة الانجليزية كلغة معتمدة دوليا، وذلك شرط للحصول علي رخصة العمل، وممارسة هذه المهنة.
من هنا فإن وقوع اللاعب زيكاجوري في هذا الخطأ اللائحي ومشاركته في مباريات رسمية مع ثلاثة أندية بتروجيت والوصل الإماراتي وإنبي، في موسم واحد بما يخالف البند الثالث في المادة الخامسة من لائحة الفيفا وهي من بين المواد الملزمة لجميع الاتحادات الوطنية مثلما كشفت عنه »الأخبار« ابتداء وقبل جميع الصحف، هو خطأ يتحمله وكيله الذي اوقفته لجنة الطوارئ بالاتحاد واحالته للتحقيق، ولكن الشيطان الأخرس كان قد سكت عن تصرفات كثيرة لوكيل نفسه في اتجاهات عدة ليست فوق مستوي الشبهات واثارت الكثير من علامات الجدل والريبة، ليس افدحها تحريض زيكاجوري نفسه علي الهروب من بتروجيت إلي الوصل الاماراتي بعد مشاركته في مباريات مع بتروجيت وتسجيله أربعة أهداف معه في بداية الدوري هذا الموسم. مستغلا بندا في عقده يمنحه حق الترك بعد دفع ٠٠٢ الف دولار.
وكلاء اللاعبين متغير خطر في بناء الكرة المصرية، وهناك بعضهم الجاد والملتزم، لكن أكثرهم عملا وتربحهم الأكثر تجاوزا ومخالفة. كما أن هذا الوكر يضم الكثيرين من غير الشرعيين الملتصقين بسماسرة الاحتراف، وباتت مسئولية اتحاد الكرة كبيرة في مداهمة هذا الوكر بعيدا عما يثار عن علاقات متداخلة ومصالح مترابطة.
لاعبو بتروجيت الذين يشعرون باحباط وظلم لا يرفعه بيان مشترك لمسئولي الناديين طرفي الازمة، لان مسئولية اتحاد الكرة الأب الشرعي للعبة هي اقرار العدل والعدالة بين كل اعضائه وأنديته، ولا يمكن الاستناد - قانونا وأخلاقيا - علي أن الطرف المضار لم يشك ولم يحتج، إذ أن الاتحاد اعترف بالخطأ وعاقب ثلاثة أطراف في القضية: اللاعب بالمنع من اللعب حتي نهاية الموسم الحالي وإيقاف وكيله وإحالته للتحقيق، وإيقاف موظف لجنة شئون اللاعبين واحالته للتحقيق باتحاد الكرة.
لا يمثل أدني قدر من العدالة والشجاعة إيقاف موظف صغير، والسكوت عن جهل رسمي باللوائح والقوانين والدخول في مساجلات إعلامية ثبت أن أطرافها بعيدون عن الوضع القانوني واللوائح الدولية. أو غض الطرف عن حق شرعي لفريق بتروجيت »تضامنا مع إنبي«!